في طفولتي راودني حلم المشاركة في الالعاب الاولومبية و رغبت بشدة بالمنافسة عن فئة جري 100 متر على وجه التحديد. الا ان خيار المنافسات الرياضية وقتها لم يكن للاسف مطروحا للفتيات. لذا فقد اكتفيت بالانضمام لنشاط المدرسة اللاصفي و انشغلت بالدراسة وان ضلت الفكرة تسكنني الى أن سافرت الى الخارج لغرض الالتحاق بالجامعة. عاد الي حلم الطفولة من جديد و كان أول شيء قمت به هو الالتحاق باحد الفرق الرياضية، وهناك اطلقت العنان لشغفي. و اختبرت مختلف الرياضات الفردية والجماعية. أصبحت الرياضة جزأ لا يتجزأ من روتيني اليومي. و استطيع أن أقول بانها كانت الجزء الأكثر سعادة. تعرفت عن طريقها على لذة الانضباط، والالتزام، والمنافسة، وقبل كل شيء بهجة العمل ضمن فريق و قيم الروح الرياضية. اصبحت من خلال الرياضة شخصا أفضل و أقوى و أكثر تواضعا و اتزاناً.
كان التحدي الأول الذي واجهته ما ان عُدت الى الرياض هو العثور على مجتمع يمثل ما اصبحت عليه. الأمر الذي أاكد لكم بانه لم يكن سهلا على الاطلاق مع الانتشار المخيف لثقافة الاستهلاك و معدلات البدانة المخيفة و نظام الاكل الغير صحي بدرجة غير معقولة!
لطالما آمنت بأنه لايوجد حدود لما تستطيع المرأه تحقيقه. وبأنها رغم جميع الظروف تقوم فعليا بحمل المجتمع على كتفيها. ولكي تفعل ذلك تحتاج ان تعثر على قوتها الداخلية و أن تجد لها متنفساً و مجتمعاً يدعمها وقبل كل شي تحتاج ان تعتني بنفسها.
من هنا جاءت فكرة آبسلوتلي!
مجتمع من الفتيات الجميلات، القويات، من خلفيات مختلفة و احتياجات مختلفة، وجوهر مختلف. قد تكون أُم جديدة، مقاتلة قوية، عروس قلقة، مُحبة للتكنولوجيا والسيلفي، سيدة أعمال، طبيبة ذات جدول حافل. أو أي امرأة تحتاج الى مساحة شخصية تطلق فيها العنان لذاتها و ليس مجرد صالة رياضية مزدحمة بآلات باردة و برنامج جاف لخسارة الوزن!
آبسلوتلي ليس مجرد صالة رياضية تجرين نفسك اليها كل ما سنحت لك الفرصة للركض على الآلات الرياضية في سبيل حرق بعض الكيلو غرامات. ليس هذا هو الفكر الذي نسوقه على الاطلاق!
آبسلوتلي هو حيزا صغير و شخصي جدا نمنحه لك أنت. و نقودك من خلاله بحب وتفهم في رحلة نحو اللياقة ليست الجسدية فقط وانما اللياقة العقلية والنفسية. في منشئات مختلفة لأنماط تمنحك خيارات تدريب مختلفة وغنية.
الفتاة الصغيرة التي حلمت يوما ان تنافس في الالعاب الاولومبية أصبح حلمها اليوم أكبر: أن تفتح الباب لمئات الفتيات القادرات على المنافسة و غرس قيم الرياضة و التواضع والعمل المجتمعي رغماً عن ثقافة الاستهلاك. الفتاة الجميلة هي الفتاة القوية الواثقة و المفعمة بالصحة. هذه هي رسالتي وهذه هي رسالة آبسلوتلي.